کد مطلب:306586 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:182

فاطمة تودع الحیاة


الذی تجدد فیه مصاب الرسول. اذ كانت اسماء جالسة فی هدوء و قد سربلتها الفرحة اذ وجدت بنت النبی علی خیر ما ترجو.

حین اتاها صوتها الرقیق النبرات و هی تقول (یا اَمة). [1] .

- (لبیك یا حبیبة رسول اللَّه).

- (اسكبی لی غسلاً یا اَمة).. فقامت اسماء فأتت لها بما تطلبه من ماء.. حتی اذا اغتسلت أحسن ما یكون، لبست ثیاباً لها جدداً كانت قد نبذتها حداداً علی أبیها الرسول ثم هتفت ثانیة:

- (یا أسماء افرشی لی فراشی وسط البیت).

.. فكأنما قدت سكین من قلب المرأة شطراً..

فنهضت عجلی الیها تحوطها بین ذراعیها و تذرف بین ذلك دموعاً:

- (بأبی أنت و أُمی یا حبیبة رسول اللَّه).

.. فابتسمت نظرات الزهراء، و لم تزد علی ان تعید فی هدوء حدیثها:

- (اجعلی فراشی وسط البیت).. فأذعنت أسماء.. و كأن دماءاً اخذت تنزف من


عینیها.

و قامت فاطمة علی اجمل هیئة الی فراشها فاضطجعت.. ثم بدأت تنظر نظراً حاداً.. و قد اشرقت عیناها بنور ازهر جمیل.. اضاء ما حولها.. ثم قالت و هی تهتف:

- (السلام علی جبرائیل السلام علی رسول اللَّه.. اللهم مع رسولك اللهم فی رضوانك و جوارك و دارك دارالسلام).. فقالت تنادی:

- (هذه مواكب أهل السموات و هذا جبرائیل و هذا رسول اللَّه و هو یقول:

یا بنیة اقدمی فما امامك خیر لك.. فسلمت علی جبرائیل و علی النبی و علی ملك الموت، فسمع حس الملائكة و وجدت رائحة الطیب كاطیب ما تكون).

فالتفتت نحو اسماء و قد اُزهر وجهها و اشرقت عیناها فقالت:

- (ان جبرائیل اتی النبیّ لما حضرتهد الوفاة بكافور من الجنة فقسمة ثلاثاً، ثلثاً لنفسه، و ثلث لعلی، و ثلث لی، و كان اربعین درهماً).

فقالت و طافت علیها بسمة:

- (یا أسماء ایتنی ببقیة حنوط والدی من موضع كذا و كذا.. فضعیه عند رأسی).

ثم تسجت بثوبها، الذی أخذ یشع منه النور كالشمس و قالت:

.. (انتظرینی هنیئة ثم ادعنی فان أجبتك و إلّا فاعلمی أنی قدمت علی أبی).

.. فعندما سمعت أسماء هذا الكلمات، اصطكت اسنانها و سرت رعشة فی بدنها.

ثم صرخت بشدة و زیغ.. والدموع تسیل من عینیها:

-(سیدتی فاطمة یا بضعة رسول الانام).

لكن الزهراء كانت قد قضت من هذه الحیاة، و فارقتها..

.. سكتت اسماء لهول ما رأت.. لكنها عادت إلی رشدها.. فصرخت بأعلی صوتها لفادح المصاب:

- (یا بنت محمد المصطفی، یا بنت اكرم من حملته النساء، یا بنت خیر من وطأ الحصی،


یا بنت من كان من ربه قاب قوسین أو ادنی).

لكن الزهراء لم ترد علیها و لن ترد علیها أبداً أبداً.


[1] رواه أحمد في الفضائل ج 6 ص 461، ذخائر العقبي ص 53، أحمد في مناقبه، الدولابي الانوار البهية للقمي، أسد الغابة لابن الاثير ج 5 ص 590.